العنـــــوان: حرمة التدخين
مصدرها: دار الإفتاء المصرية
التاريخ: 20/08/2005
أبحاث:
جاءت الشريعة لتحقيق مصالح العباد ، وحفظ هذه المصالح ودفع الضرر عنهم ، إلا أن هذه المصالح ليست هي ما يراه الإنسان مصلحة له ونفعا حسب هواه ، وإنما المصلحة ما كانت مصلحة في ميزان الشرع .
ولذا فإن التدخين حرام شرعا ، وبهذا أفتى كثير من أهل العلم ، من هذا فتوى دار الإفتاء المصرية الصادرة في 25 جمادى الأولى 1420هـ الموافق 5 سبتمبر 1999م .
والدليل على ذلك أنه قد ثبت قطعيا عند المسلمين وغيرهم لدى منظمات الصحة العالمية أن التدخين ضار جدا للصحة بل قد يؤدي إلى الوفاة ، والله تعالى يقول : ( ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة ) البقرة:195 ويقول أيضا : ( ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما ) النساء:29 .
كذلك فإنه قد ثبت أن هذا الدخان من الخبائث ؛ لما فيه من أضرار صحية وأخلاقية واجتماعية ، والله تعالى قد أرسل رسوله إلى الناس ( يحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ) الأعراف:157 .
وفي ضرر التدخين الاجتماعي والأخلاقي ، يقول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم :" إنما مَثَلُ الجليس الصالح والجليس السوء ، كحامل المسك ونافخ الكِير ، فحامل المسك : إما أن يُحْذِيَك وإما أن تَبتاع منه وإما أن تجد منه ريحا طيبة . ونافخ الكير : إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد منه ريحا خبيثة". أخرجه البخاري (5224) ومسلم (2628) عن أبي موسى . فالمدخن إما أن يحرقك أو يؤذيك أو يجمع كلاًّ لك ، والقاعدة الفقهية تقول : لا ضَرر ولا ضِرار . وأصلها حديث شريف أخرجه ابن ماجه (2340) عن عبادة ابن الصامت .
وطريق المخدرات يبدأ في الأغلب بسيجارة ، ومعلوم أن كل ما أدى إلى محظور فهو محظور ، طبقا لقاعدة " الأمور بمقاصدها " .
ولا ريب أن إنفاق الأموال في هذا الدخان يعد إسرافا وتبذيرا ، والله تعالى يقول : ( ولا تبذر تبذيرا * إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفورا ) الإسراء : 26-27، ويقول أيضا : ( ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين ) الأعراف:31 ، ويقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم :" لا تزول قدما عبد يومَ القيامة حتى يُسأل عن : عمره فيما أفناه ، وعن علمه فيما فعل فيه ، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه ، وعن جسمه فيما أبلاه " . أخرجه الترمذي (2417) عن أبي بَرْزة وقال : حسن صحيح