هل السلام ممكن

تبدو عملية السلام كالقافلة التي تسير
في رمال متحركة أفقدتها وضوح الرؤية والبوصلة المؤدية الى نهاية الطريق.
فعلى الرغم من سبع وسبعين مبادرة من بينها خمس عشرة مبادرة عربية طرحت
لتسوية الصراع العربي “الاسرائيلي” فما زال السلام كإطار فكري وبرنامج عمل
قابل للتنفيذ بعيداً عن التحقيق، وهذا ما يدفعنا الى التساؤل من جديد متى
يمكن أن نصل الى السلام؟ وهل وصل الفرقاء المعنيون الى حالة من النضج الذي
يسمح بتجاوز العقبات السائدة وصولاً الى مستقبل يستند إلى مبدأ التبادلية
في الحقوق ومبدأ الحقوق المتساوية والمشروعة التي تدعمها الشرعية الدولية،
وإن مثل هكذا سلام هو الذي يضمن قيام علاقات طبيعية ويفتح قنوات الاتصال
المجتمعية الكفيلة بضمان حالة من السلام الدائم وليس السلام الذي تفرضه
القوة المؤقتة التي ينهار مع رفض الشعوب لها، ومع تبدل موازين القوى
المرتبطة بالصراع. هذا النموذج للسلام يستند إلى مبدأ القوة الذي ينتقص
حقوق الطرف الآخر فهو نموذج أحادي الاتجاه، وغير قابل للدوام والاستقرار
لأن قانون الصراعات الدولية أثبتت أن الشعوب لا تقبل أن تفرض عليها إرادة
أخرى، لذلك تعمل دائماً على التخلص من قيود وتبعات التسويات السياسية التي
تأتي على حساب مبدأ الحقوق التبادلية.
هل السلام ممكن Frown

إن إمكانية السلام ارتبطت بالمراحل التي مر فيها الصراع لأن كل مرحلة
تحكمت فيها متغيرات ومحددات معينة حكمت إمكانات التسوية، أما المرحلة
الأولى فتمتد من عام 1897 وحتى عام 1948وهى فترة طويلة نسبيا حددت فيها
الحركة الصهيونية في مؤتمرها الأول أهدافها بقيام دولة يهودية على أرض
فلسطين، نجحت خلالها فى تحقيق أول أهدافها بإقامة دولة “إسرائيل” على
مساحة تقارب ال80/من مساحة فلسطين وهي مساحة تزيد على المساحة التي قررها
قرار التقسيم رقم 181 لعام 48. وتبدأ المرحلة الثانية من عام 1948 الى عام
1967 وهي مرحلة تثبيت الاحتلال “الاسرائيلي” وتوفير الدعم الاقتصادى
والمالي والعسكري له. وتوفر ذلك من خلال الدعم الأمريكي والعربي. وخلال
هذه المرحلة تجاهلت “إسرائيل” كل مبادرة للحل لأنها لم تحقق بعد أهدافها
كدولة إقليمية مسيطرة. أما المرحلة الثالثة وتبدأ من عام 1967 الى عام
1974 وهى مرحلة التمدد “الإسرائيلي” حيث سيطرت واحتلت أراضي عربية جديدة:
سيناء المصرية ومرتفعات الجولان السورية واراضي لبنانية وكل الأراضي
الفلسطينية، إلا أن هذه المرحلة انتهت بحرب أكتوبر/تشرين الأول وهي المرة
الأولى التي يتحقق فيها درجة عالية من التضامن العربى، ونجحت القوات
المصرية والعربية من كسر إحتكار “إسرائيل” للقوة العسكرية، وكنتيجة للتحول
فى مفاهيم القوة شهدت هذه المرحلة مفاوضات مع “إسرائيل” رعتها الولايات
المتحده، إلا أن هذه المرحلة سرعان ما شهدت انهياراً لحالة التضامن العربي
في أعقاب زيارة الرئيس السادات للقدس، ثم إصابة النظام العربي بالخلل
وفقدان التوازن ما أدى إلى التشتت في القوة العربية الذي استفادت منه
“إسرائيل” فى التشدد في مواقفها وتجاوزها المطالبة بالاعتراف الى المطالبة
بتطبيع للعلاقات.

كل هذه المتغيرات أدت إلى زيادة إدراك الولايات المتحدة بأن القضية
الفلسطينية تشكل مركز ومحور كل القضايا فى المنطقة، ومن هنا جاءت دعوة
الرئيس الأمريكي لعقد اجتماع في الخريف القادم لبحث إمكانية الوصول الى
إطار عام لتسوية القضية الفلسطينية وترجمة رؤية بوش للدولة الفلسطينية إلى
واقع ملموس على الأرض.

هناك احتمالات للفشل والنجاح لكن المهم توفر الإرادة الدولية والإقليمية
الداعمة للوصول لتسوية تحقق أكبر قدر من التوازن فى الحقوق وتشعر المواطن
الفلسطينى أن هناك ليس فقط أفقاً سياسياً بل إرادة دولية صادقة وعازمة هذه
المرة على معالجة القضية الفلسطينية من منظور حل الأزمة وليس إدارة
الأزمة. أخيراً السلام ممكن الوصول إليه متى حققنا قوتنا أما ونحن في حالة
انقسام واختلاف فسيظل السلام بعيداً لأن السلام لا يمنح أو يوهب بل ينتزع
بالقوة والشرعية والتوحد.

» السلام عليكم
» السلام فى الاسلام
» السلام عليكم
» ممكن بقى ترحبو بيا ولا لا
» ممكن تسامح اللى خانك