أدعوك كى

أَدعوك كى
بجوار نافذتى كنت أنظر للفضاء
ممسكا بكوب شاى أسودا
والريح تعوى كأنها الذئاب
تطارد فى الظلام فريسة عرجاء

فرن هاتفى ثلاثا
واحدة تلو أخرى
كأنها طعنات خنجر
نامت فى حضن صمت
والصمت أصعب من صدى الضوضاء

أجبت بلهفة من لعلها أنتى
قالت نعم أدعوك كى
قاطعتها أانتى أنتى
لم أصدق أذنى هل هذا غى
قالت بلا هى أنا
فكيف حالك يا شاعر الظلماء

أجبتها على إستحياء بخير وانت كيف حالك
قالت أنا دوما بخير
وأنت هل لازال حالك
حالما بحدائق وطير
فضحكت رغما عنى ضحكة خرساء
قلت لها لعل خيرا يأتى فى صوتك
قالت نعم أدعوك كى تحضر زفافى
سيكون ليلا وقد دعوتك
يا صاحب الشعر الخرافى
فاترك حدائق الأساطير ولبى دعوة الحسناء

وقالت اهدأ حتى الزفاف
حتى تقابل فيه ملاكى
حسن الهيئة عريض الأكتاف
قاطعتها هنيئا لكى بمن حواكى
ويكأن قد ضاع عمرى فى كذبةعمياء

قالت غدا تأتى متجملا
متهيأ فى أبهى زينة
فسكت فترة متأملا
فى ردود أفعالى الحزينة
وهل جمالى وتزينى عاد ينفع
بعد ما كسرت مرأتي الخرساء

على كل حال مبارك عليكى
فرحكى الجديد حبيبتى
ردت بمكر وانت أيضا
اغلقت معها هاتفى وعقلى
بعدما تاهت فيه المعانى والاسماء

وجلست على اريكتى
مرة أخرى أنظر للفضاء
لكننى بدلت كوب الشاى
بكوب سم لعل قلبى
يصمت عن قرعه
فسكت قبلى والهاتف وضاعت الضوضاء